بمناسبة افتتاح معرض الكتاب، نجد أنفسنا نغوص في ذكريات لا تُنسى، نعود إلى زمن كانت فيه القراءة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ونستحضر تأثير سيدة مصر الأولى السابقة، سوزان مبارك، التي تركت بصمات لا تُمحى في حياة أجيال عديدة. فكرة معرض الكتاب ومهرجان القراءة للجميع كانت من بين المبادرات الرائدة التي عززت علاقتنا بالثقافة والمعرفة، ووفرت لنا مساحة للاختيار، التعلم، والتواصل.
بالنسبة للكثير منا، كان الصيف يعني التردد على مكتبات القراءة للجميع أو انتظار السيارات الثقافية التي تحمل كتبًا متاحة للجميع. كنا نتحمس لاكتشاف قصص جديدة، نصنف الكتب، ونقيم صداقات استمرت رغم مرور الزمن. كان هذا جزءًا من تكويننا الثقافي والإنساني، وأصبح من الصعب فصل تلك الذكريات عن هويتنا.
ولا يمكن أن نغفل دور سوزان مبارك في إعادة إحياء مكتبة الإسكندرية كمنارة ثقافية عالمية تعكس تراث مصر العريق. كما أن جهودها في القضاء على شلل الأطفال تُعد من الإنجازات التي لا يمكن نسيانها، مهما كان هناك اختلاف في تقييم بعض جوانب عهدها.
قد نختلف أو نتفق مع الأشخاص، لكن الاعتراف بالفضل والإشادة بالإنجازات التي ساهمت في تشكيل وجداننا وثقافتنا يبقى ضرورة. نحن نحب ونتذكر تلك اللحظات التي أعطتنا الأمل، ونتمنى أن نرى اليوم جهودًا مشابهة تُعيد للأجيال الحالية روح القراءة وحب المعرفة.